الأربعاء، 25 مارس 2009

من روائع ابن القيم

- لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين .
3- الدنيا من أولها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم الدهر .
4- إضاعة الوقت أشد من الموت لإن إضاعة الوقت
تقطعك عن الله والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .
5- من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره .
6 - ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات .
7- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً
يثقله ولا ينفعه .
8- من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر .
9- غرس الخلـــوة يثمـــر الإنــس .
10- الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها فكيف تعدو خلفها ؟
11- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر
مذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله .
12- الدنيا جيفة والأســد لا تقع على الجيفة .
13 - من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس .
14- أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك
بشهود المنّــة .
15- الحرص : هو الذي أخرج أدم من الجنــة
16- الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوجي .
17- إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور .
18 - البخيل فقير لا يؤجر على فقره .
19- كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بواب :سوف ولعل وعسى
20- لليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى

الثلاثاء، 24 مارس 2009

عش حياتك: الحياة الحقيقية

عش حياتك: الحياة الحقيقيةاللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك ( سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) # وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصر شريعتك ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للأيمان أن آمنوا بربكم فآمنا) # فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ) # واهدها سبلها ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ) # واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك ( ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) # وجميل التوكل عليك ( ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ) # ما ألذها من ساعات تلك التي تتغنى فيها بكتاب الله جل وعلا ... وما اجمل لسانك وهو يردد سبحان الله والحمد لله والله اكبر ... وكم أنت خائف حين تقول : استغفر الله من كل ذنب وأتوب إليه

الأحد، 15 مارس 2009

السعادة الحقيقية


هل تشعر بالملل؟!.هل تشعر بالضجر؟!.هل تشعر بالحزن؟!.هل تشعر بالضيق ؟!.هل تشعر بالكآبه؟!.اذا كان هذا هو احساسك في هذه اللحظة فعلم بان هناك تقيصرا في حقوق الله عليك فابدا بمراجعة حساباتك مع الله حاول ان تسد الخلل في علاقتك بالله ثم بعلاقتك بالناس ..اوصيك بصلاة ركعتين في ثلث الليل الاخير تناجي فيها الله بقلب صادق مليء بالحسرة والندم على ما فات وما ضيعت في من حقوق الله الواجبه عليك ..ابدا بمحاسبة نفسك قبل ان ياتيك من يحاسبك لى افعالك..وسارع بالتوبة الى الله قبل ان تبلغ الروح الحانجر..عليك بكتاب اقرا فيها من الاات العظام ما فيه زوال للبلاء باذن الله ..ابكي .. نعم ابكي ودع دموعك تغسل القليل من الاثام .. ابكي بخشوع .. بحرقه ..وتذكر دائما من يريد ان يخاطب الله فليصلي ومن يريد ان يخاطبه الله فليقرا القران .فلتعلم بانه رؤوف بالعباد .. ولاتنسى بانه شديد العقاب..واذكر الله يوم رخائ يذكرك يوم عسرتك ..وصلي على نبيك واكثر الصلاة عليه حتى تنال شفاعته يوم القيامه يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اى الله بقلب سليم..

القرأن يصنع المعجزات عبدالله بن مسعود

عبدالله بن مسعود
ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه
"وسلم- من ابن أم عبدحذيفة بن اليمان
هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي000وكنيته أبوعبدالرحمن 000 مات أبوه في الجاهليةوأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال:ابنأم عبد000وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-000أول لقاء مع الرسول
يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط ، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا :( يا غلام ، هل عندك من لبن تسقينـا ؟)000فقلت :( إني مؤتمـن ولست ساقيكما )000فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- :( هل عندك من شاة حائل ، لم يَنْزُ عليها الفحل ؟)000قلت :( نعم )000فأتيتهما بها ، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع ، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة ، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر ، ثم شربت ثم قال للضرع :( اقْلِص )000فقلص ، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت :( علمني من هذا القول )000فقال :( إنك غلام مُعَلّم )000جهره بالقرآن
لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام 000 فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام000وأول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة ، فأمام ساداتها رفع صوته الحلو المثير بقوله تعالى :(الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان )000حتى وصل فيها الى ما شاء الله000فضربه كفار قريش حتى غشي عليه000ولما أفاق استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعود لما كان منه الليلة التالية000وقد هاجر هجرةالحبشة وهجرة المدينة000وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000000وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق وقد شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد000وقد بشره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنةحفظ القرآن
ان ابن مسعود كان من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين000فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا000وقد كان يقول :( أخذت من فم رسول الله -صلى الله عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل )كمـا كان يقول :( من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد )أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ عليه فقال :(اقرأ علي)000 قال :(يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ؟)000فقال -صلى الله عليه وسلم-:(إني أحب أن أسمعه من غيري)000 قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى قوله تعالى :( فكيف اذا جئنـا من كل أمة بشهيـد وجئنـا بك على هـؤلاء شهيـدا)000فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم- :( حسبـك)000 قال ابن مسعود :( فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان )قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( استخلفتَ )000فقال :( إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه )000قربه من الرسول
وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته000 أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه000وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره ، لذا كان اسمه ( صاحب السَّواد )000حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد )000كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول :( إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب )000فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار000يقول أبو موسى الأشعري :( لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله )000مكانته عند الصحابة
قال عنه أمير المؤمنين عمر :( لقد مُليء فِقْهاً )000وقال أبو موسى الأشعري :( لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم )000ويقول عنه حذيفة :( ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد )000واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له :( يا أمير المؤمنين ، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما ، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود )000قال علي :( نشدتكم الله ، أهو صدق من قلوبكم ؟)000قالوا :( نعم )000قال :( اللهم إني أُشهدك ، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا ، أو أفضل ، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله ، وحرم حرامه ، فقيه في الدين عالم بالسنة )000ورعه
كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا000يقول عمرو بن ميمون :( اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة ، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه : قال رسول الله ، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه ، ثم قال مستدركا : قريبا من هذا قال الرسـول )000ويقول علقمـة بن قيـس :( كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا ، فما سمعته في عشية منها يقول : قال رسول الله غير مرة واحدة ، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا ، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع )000حكمته
كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان :( إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات والأرض من نور وجهه )000كما يقول عن العمل :( إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا ، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة )000ومن كلماته الجامعة :( خير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، وشر العمى عمى القلب ، وأعظم الخطايا الكذب ، وشر المكاسب الربا ، وشر المأكل مال اليتيم ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يغفر يغفر الله له )000أمنيته
يقول ابن مسعود :( قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك ، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر ، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات ، وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه ، والرسول يقول : أدنيا إلي أخاكما000فدلياه إليه ، فلما هيأه للحده قال : اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه000فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة000أهل الكوفة
ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة ، وقال لأهلها حين أرسله إليهم :( إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي ، فخذوا منه وتعلموا )000ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله000حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة :( أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه )000ولكنه أجاب :( إن له علي الطاعة ، وإنها ستكون أمور وفتن ، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها )000وفاته
وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و أتم التسليم000توفي سنة اثنتين و ثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان000رضي الله عن ابن أم عبد و أمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين000

السبت، 14 مارس 2009

من أنت؟

من أنت؟
كيف يراك الناس؟
هل تؤثر فيك نظرة الناس لك؟
لو وبخك أحدهم.. هل ستتغير نظرتك لذاتك؟

ما أحلى الحياة فى طاعة الله

وصية أمامة بنت الحارث إلى ابنتها ليلة الزفاف

قالت أمامة : يابنيةُ احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا، الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عينُه منك على قبيح، ( ولا يشم منك إلا طيبُ ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود،) والتعهد لوقت طعامه، والهدوء عنه عند منامه، فإن حرارة الجوع مُلهبة، وتنغيص النوم مَبغضة، والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء ( أي الإبقاء والرفق والحفظ ) على نفسه وحشمه وعياله، فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على العيال والحشم (أي الخدم) حسن التدبير، ولا تفشي له سرا، ولا تعصي له أمرا، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت (أي ألهبت الحقد الكائن في) صدره، تم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحا، (أي غاضبا وهو ضد الفرح) والاكتئاب عنه إن كان فرحا، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له موافقة، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثرين رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببته وكرهته، والله يخير لك

الجمعة، 13 مارس 2009

هواية جمع الغبار

هواية جمع الغبار

إن أراد الداعية أن يغبط نفسه ، فإنه يغبطها على قانون تجارته الفذ . حقا، إنه قانون مربح، خال من الغموض. فتجارة الدعاة مع الله ليست كتجارة غيرهم، ليس فيها قلق من تخفيض سعر الدولار، ولا مخاطر مضاربات البورصة، ولا تعقيدات التحويل الخارجي. سعر أسهم الداعية ثابت، بل يزيد، ولا ينقص، والوضوح في معادلات تجارته هو أعظم ضمانا من التأمين. تعب أكبر = رضوان من الله أكبر، بفائدة ربانية، أدناها 900% ، تسعمائة بالمائة ، كما في الآية الكريمة : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } [الأنعام: 160] ، وليست مجرد 7% كما عند تجار الدنيا، إلى 69900% ، تسع وستين ألفا وتسعمائة بالمائة ، كما في الحديث الشريف: " يضاعفها الله إلى سبع مائة ضعف " . ورضوان الله= أفراح الآخرة .. هذه هي معادلاته، وقوانينه التجارية، ويا لها من إغراءات ما بعدها إغراء !! ومن هنا لا تجد أحدا يفهم قوانين التجارة الإيمانية، إلا وتراه مشمرا مع المشمرين، مسرعا نحو أفراح الآخرة . ويا لها من أفراح تتنوع لك كما تشتهي، تشتهيها نظرا إلى ربك الجميل - عز وجل - ، أو ملاقاة لأنبياء ربك ورسله، أو رفقة للصديقين والشهداء ، ومن سلف من الأمة من العلماء ، كل ذلك لك . أو تشتهيها كئوس خمر، على سرير موضون، يطوف بهن عليك ولدان مخلدون، هذا وعشرة أمثاله لك. أو تشتهيها قاصرة طرف، عذراء ناهدة، تحت أشجار نخل ورمان، خاليا عند شاطئ نهير، على أنغام تغريد طير .. هي وأخواتها لك. فاختر ما تحب من سرعة سير، فإن يحيى بن معاذ قد نظر إلى القافلة ، فوجد فيها الماشي، والمهرول، والراكض، ثم نظر إلى درجات الجنة ، فوجد أنهم : (( إنما ينشطون إليه على قدر منازلهم لديه )) ، فلكل درجة نشاط في السير إلى الله، درجة من الجنة لدى الله.
درجات و طبقات : فادفع ثمن الواطئ، أو العالي، إن لك الخيار، إنما نذكرك أنه ملك، وما هو- والله- باستئجار ، ولكنا نعلم اختيارك، وما أنت بالذي يرضى الواطئ من الجنة. أنى لصاحب الاستعلاء في الدنيا أن لا يطمع بعليِّين في الآخرة ؟! لكنها جسيمة مطامعك هذه، مثلما هي جسيمة أهدافك في الدنيا.
فاعلم بأنك لن تنال جسيمة ******* حتى تجشم نفسك الأهوالا
شرط وثمن : فما هو بقدم هول واحد إذن ، إنما ذاك في تربية فترة الابتداء، وإنما هي أقدام الأهوال. هول من بعد هول، ولا نَعِدُك في طريق الدعوة أن تطأ الورود ، لكنها طبقة من بعد طبقة ، باب، فربض، ففردوس، فعليِّون يعدك الله إياها .. قد يكون هذا الهول تكذيبا من الناس لك، أو معاداة من الأهل، أو نفيا من ظالم، أو سجنا من طاغية. وقد يكون هذا الهول تعبا يوميا، أو فقرا، أو نسيانا لفرصة ثراء تمر بك، وأنت لاه بعمل الدعوة، أو عزوفا عن جميلة حسناء، غرها زي الجاهلية، وددت أنها لو تعف، فتكون لك زوجا . لهذه الأهوال، كان طريق الحق ثقيلا، لا يلجه إلا من اشتاق إلى الجنة، وكان ثقيلا في القديم - أيضا - كما هو اليوم ، ولذلك تجد وصفه عند من ربى الدعاة قديما ، كما تجد وصفه عند خلفهم الآن ، فكان الحسن البصري يردد : " إن هذا الحق ثقيل، وقد جهد الناس، وحال بينهم، وبين كثير من شهواتهم، وإنه – والله - ما يسير على هذا الحق إلا من عرف فضله ، ورجا عاقبته ". فمن عرف جمال العاقبة ولذتها، سار .. ومن سار سافر ، ومن سافر جاب ، ومن جاب تغبر، فمن ثم لا يصدق اصطلاح (الداعية) إلا على من كان أشعث، وتلك هي ملامح صورته التي رسمها الشاعر، فمن نظر إلى داعية مسلم وجده :
أخا سفر جواب أرض تقاذفت ******* به فلوات فهو أشعث أغبر فهو غير قاعد، فضلا أن يكون راقدا، وإنما يصرف ساعات نهاره وليله في التجول، داعيا، آمرا، ناهيا مربيا، حاشدا ، فإذا رجع إلى بيته عند منتصف الليل، ورأى الغبار يعلوه ، ابتسم فمه، وضحك قلبه، وقال لنفسه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من اغبرت قدماه في سبيل الله ، حرمه الله على النار" ، فينام مسرورا بما جمع من هذا الغبار، وينام غيره مسرورا بما رصد في البنوك من دولار، ودينار. ولو شاء أن يجمع غباره يوما بعد يوم، ليرش في كفنه إذا مات، لكان ذلك سائغا، لو عصم نفسه من الغرور، والله أعلم، وله سلف فعل ما فعل، وبه يقتدي، هو ملك الأندلس العادل البطل: المنصور ، أبو عامر ، محمد بن أبي عامر. قالوا : " كان طول أيام مملكته مواصلا لغزو الروم، مفرطا في ذلك، لا يشغله عنه شيء ، وبلغ من إفراط حبه للغزو أنه ربما خرج للمصلى لوم العيد، فحدثت له نية في ذلك ، فلا يرجع إلى قصره، بل يخرج بعد انصرافه من المصلى - كما هو من فوره - إلى الجهاد ، فتتبعه عساكره، وتلحق به أولا فأول، فلا يصل إلى أوائل بلاد الروم ، إلا وقد لحقه كل من أراده من العساكر " . غزا في أيام مملكته نيفا وخمسين غزوة ، ذكرها أبو مروان بن حيان كلها في كتابه الذي سماه "المآثر العامرية" ، واستقصاها كلها بأوقاتها، وذكر آثاره فيها، وفتح فتوحا كثيرة، ووصل إلى معاقل، كانت قد امتنعت على من كان قبله، وملأ الأندلس غنائم. وكان في أكثر زمانه لا يبخل بأن يغزو غزوتين في السنة، وكان كلما انصرف من قتال العدو إلى سرادقه يأمر بأن ينفض غبار ثيابه التي حضر فيها معمعة القتال ، وأن يجمع ويحتفظ به .. فلما حضرته المنية، أمر بما اجتمع من ذلك أن ينثر على كفنه إذا وضع في قبره. وأتت وفاته بأقصى ثغور المسلمين ، بموضع يعرف بـ " مدينة سالم " ، مبطونا ، فصحت له الشهادة، وتاريخ وفاته سنة 393 هـ. وإنما هو غبار واحد، غبار معارك أبي عامر، وغبار سفر، و تجواب ، وتجول الداعية، الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر